كيف تتم عملية شفط الدهون بمختلف تقنياتها
عمليات شفط الدهون وشد الترهلات : أسبابها و مزايا القيام بها
مع السعي المستمر للوصول إلى الشكل المثالي للجسم، لاقت الإجراءات التجميلية إقبالًا غير مسبوقٍ، وقد جاء نحت الجسم وشفط الدهون في صدارة الخيارات المتاحة، خاصةً أنهما يقدمان حلولًا يعجز عن تقديمها النظام الغذائي والنشاط الرياضي.
على الرغم من اشتراك هذين الخيارين في هدفٍ واحد يتعلَّق بتحسين القوام ومنحه مظهرًا جذابًا، إلا أن الفرق الضئيل يظل قائمًا بينهما، مما يجعل الأمر مربكًا بدرجةٍ كبيرة، إذ تسود حالةٌ من عدم اليقين حيال المسار الواجب اتباعه لتحقيق النتائج المأمولة، لذا سيركز مقال اليوم على الفرق بين نحت الجسم وشفط الدهون مع استعراض خصائص كلٍّ منهما.
جدول المحتويات
الفرق بين نحت الجسم وشفط الدهون
- يشير مصطلح نحت الجسم (Body sculpting) إلى مجموعةٍ من الإجراءات غير الجراحية أو طفيفة التوغل، والتي يتم اتخاذها بهدف التخلص من الدهون، تشكيل مناطق الجسم، وشد الجلد، إلا أن ظهور النتائج قد يستلزم الخضوع لعدةِ جلساتٍ.
- أما عن شفط الدهون (Liposuction)، فإنه يمثل أحد التدخلات الجراحية المخصصة لإزالة الخلايا الدهنية من مناطق محددةٍ من الجسم، وهو ما يمكن إجراؤه دفعةً واحدةً من دون الاضطرار إلى تكرار الجراحة.
- يمكن النظر إلى شفط الدهون بوصفه الخطوةَ التمهيدية للنحت، إذ يعمل الشفط على تخليص الجسم من الغالبيةِ العظمى من الدهون، ليواصل النحتُ المسيرةَ باستهداف جيوبٍ صغيرةٍ من الدهون العنيدة التي لا تستجيب للنظام الغذائي أو التمارين الرياضية.
إجراءات نحت الجسم
استحوذت إجراءات نحت الجسم على اهتمام الكثيرين ممن يبحثون عن خياراتٍ طفيفة التوغل، ومع هذا الإقبال المتزايد أحرزت تقنيات النحت تقدمًا ملحوظًا حتى باتت قادرةً على تلبية المتطلبات المختلفة لجميع الحالات، فعلى سبيل المثال نجد أن تقنية Cryoslimming تعمل على تجميد الخلايا الدهنية بشكلٍ فعال قبل القضاءِ عليها، بينما تعوِّل تقنية EMS contour على التحفيز الكهرومغناطيسي لتسييل الدهون والتخلص منها، فيما تتجه الأنظار إلى تقنية 3D Laser lipolysis نظرًا لفعاليتها في نحت الجسم وتخليصه من الترهلات اعتمادًا على الليزر والموجات فوق الصوتية.
مميزات إجراءات نحت الجسم
- إجراءات غير جراحية أو طفيفة التوغل: أحد مميزات نحت الجسم بالفيزر قد تكون إجراءات النحت غير جراحيةٍ أو طفيفةَ التوغل، ما يعني أنها قادرةٌ على تقديم الحلول التجميلية مع احتمالاتٍ ضئيلةٍ للألم والمضاعفات.
- التعافي السريع: يتمكن المرضى من العودةِ لممارسة أنشطتهم المعتادة بعد انقضاء فترةٍ قصيرةٍ منذ الخضوع لإجراءات نحت الجسم.
- تقليل الدهون المستهدفة: تركز هذه الإجراءات على مناطق الدهون العنيدة، مما يمنحها الدقةَ التي تسمح لها بالتخلص من حوالي 25% من الدهون المستهدفة.
عيوب إجراءات نحت الجسم
- الخضوع لجلساتٍ متعددة: يحتاج المرضى إلى الخضوع لعدةِ جلساتٍ قبل الحصول على النتائج المنشودة، لكنهم في الوقت نفسه لن يضطروا إلى تخصيص فترةٍ طويلةٍ للتعافي.
- البطء النسبي للنتائج: قد لا تكون النتائج ملفتةً مقارنةً بنتائج شفط الدهون، لكن بالمداومة على الجلسات لعدةِ أسابيع ستصبح النتائج واضحةً إلى حدٍ بعيد.
عملية شفط الدهون
تُجرَى عملية شفط الدهون تحت تأثير المخدر العام أو الموضعي، حيث يتم الشروع في إحداث مجموعةٍ من الشقوق الجراحيةِ الصغيرة لتمرير الأنابيب الرفيعةِ المسؤولةِ عن استخراج الدهون، وتتعدد أنواع هذه العمليات تبعًا للآليةِ المستخدمة لتسهيل مرحلة الشفط، فبعض التقنيات -مثل: تقنية الفيزر Vaser- تعتمد على الموجات فوق الصوتية لتحويل الخلايا الدهنية إلى الحالةِ السائلةِ التي تسهل عمليةَ استخراجِها، وقد تحدث الإذابةُ أيضًا بواسطة التقنيات المعتمدة على طاقة الليزر Laser، فهي الخيار المفضل للكثيرين نظرًا لإسهامات الليزر في تحفيز إنتاج الكولاجين، مما يحول دون ترهل الجلد بعد إتمام مرحلة الشفط.
مميزات عملية شفط الدهون
- استهداف الدهون دفعةً واحدة: في الوقت الذي تعمل خلاله إجراءات النحت على استهداف الخلايا الدهنية عبر مجموعةٍ من الجلسات، تأتي عملية الشفط لتتخلَّص من الدهون دفعةً واحدة.
- عمليةٌ آمنةٌ بدرجةٍ كبيرة: بفضل تطور التقنيات المستخدمة لإجراء الشفط، أصبحت العملية أكثر أمانًا مما كانت عليه في أي وقتٍ سابق.
- التمهيد لإجراءات النحت: الخضوع لهذه العملية يمكن أن يساهم في تعزيز النتائج التي يتم الحصول عليها لاحقًا بواسطة إجراءات نحت الجسم.
- نتائج طويلة الأمد: تصبح النتائج دائمةً إذا التزم المريض بالنظام الغذائي الصحي مع ممارسة الأنشطةِ الرياضية، فمن الضروري ألا تزيد السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم عن نظيراتها التي تُفقَد على مدار اليوم.
عيوب عملية شفط الدهون
- الاحتياج إلى فترةٍ للتعافي: قد يستغرق التعافي عدةَ أسابيع، ومع ذلك تظل العملية خيارًا نموذجيًا لأولئك الذين لا يملكون القدرةَ على الالتزام بإجراءات النحت التي تظهر نتائجها على المدى البعيد.
- الارتفاع النسبي للتكلفة: تصير التكلفةُ باهظةً لمن يستهدفون عددًا كبيرًا من الخلايا الدهنية، لكن هذه التكلفة لا توازي النتائج المبهرة التي يتم الحصول عليها بإزالة الدهون دفعةً واحدة.
المرشحون للخضوع لإجراءات النحت وعمليات الشفط
- الأصحاء الذين لا يعانون من الأمراض المزمنة لما قد تسببه من إطالة مدة التعافي.
- الأشخاص الذين يتمتعون بدرجةٍ كافيةٍ من المرونةِ الجلدية والقوةِ العضلية.
- القادرون على الالتزام بنمطٍ غذائيٍ صحي بعد الخضوع لهذه التدخلات.
- البالغون الذين يتمتعون بأوزانٍ مستقرةٍ تُقارِب الوزنَ المثالي بهامشٍ لا يزيد عن 30%.
- غير المدخنين، وفي حال كان المريض مدخنًا فعليه بالتوقف لفترةٍ كافيةٍ قبل الإجراء.
- الأشخاص الذين يترقبون أهدافًا واقعيةً من هذه الإجراءات.
الاختيار بين نحت الجسم وشفط الدهون
قبل وقوع الاختيار على نحت الجسم أو شفط الدهون، يكون المريض بحاجةٍ إلى الخضوع للتقييم الطبي لمعرفة المسار الملائم لحالته، وفي هذه الأثناء يمكنه إجراء المقارنة بين الخيارين على مستوى الإيجابيات والسلبيات، مع ضرورة تحديد أهدافه التجميلية، والميزانية المرصودة لتحقيق تلك الأهداف، فالنقاط التالية توضح أبرز معايير المفاضلة بين المسارين:
الفعالية والملائمة
إجراءات النحت تبدو ملائمةً للحالات التي تحتاج إلى التخلص من الرواسب الدهنية ذات الحجم الصغير، والتي تحول دون إبراز تفاصيل الجسم، فهي الخيار المثالي لأولئك الذين يبحثون عن تحسيناتٍ دقيقةٍ من دون أن تُتاح لهم الفرصة لتخصيص فترةٍ طويلةٍ للتعافي.
أما عن عمليات شفط الدهون، فإنها الأكثر فعاليةً إذا ما تعلَّق الأمر بإزالة كمياتٍ أكبر من الخلايا الدهنية، وهي الحلُ النموذجي بالنسبةِ للأشخاص الذين لا يفصلهم عن وزنهم المثالي هامشٌ كبير، لكنهم يعانون في الوقت نفسه من التكتلات الدهنية العنيدة التي يعجز النظام الغذائي الصحي والنشاط الرياضي عن التخلص منها.
فترة التعافي
بخضوع المريض لإجراءات النحت سوف يضمن عودته السريعةَ لممارسة أنشطته اليومية المعتادة نظرًا للطبيعةِ غير الجراحيةِ التي تتصف بها هذه الإجراءات، فيما تتطلب عملية شفط الدهون فترةً للتعافي قد تمتد إلى بضعة أسابيع قبل استئناف الأنشطة المعتادة بصفةٍ تدريجية.
التكلفة
للوهلةِ الأولى سيبدو اسعار عملية شفط الدهون في مصر أعلى تكلفةً نظرًا لأنه إجراءٌ جراحيٌ يستلزم التخدير ولا يتم إلا بين أروقة المستشفيات المجهزة لهذا النوع من التدخلات، ولكن بالنظر إلى إجراءات النحت التي لا تظهر نتائجها قبل الخضوع لعدة جلساتٍ، فإن التكاليف الإجمالية يمكن أن تصير متقاربةً بدرجةٍ كبيرة.
الأسئلة الشائعة:
هل مرحلة التعافي من عملية شفط الدهون تكون مضنيةً؟
لا، فالتعافي من عملية الشفط يمر بسهولةٍ فائقة في ظل الالتزام بالتوجيهات الطبية، وتزداد سرعة التعافي بفضل صغر حجم الشقوق الذي يسمح لها بالالتئام خلال زمنٍ قياسي.
ما هي الأجزاء التي يتم استهدافها خلال نحت الجسم وشفط الدهون؟
يستهدف النحت والشفط معظمَ أجزاءِ الجسم المعرضة لتراكم الدهون مثل: الذراعين، الثديين، البطن، الخصر، الفخذين، والمؤخرة.
هل يمكن لعملية شفط الدهون أن تُخلِّص الرجال من مشكلة التثدي؟
نعم، يمكن اللجوء إلى عملية الشفط للتخلص من الدهون المؤدية إلى مشكلة التثدي (Gynecomastia) التي تؤرق الكثير من الرجال.
ما مدى فعالية عملية شفط الدهون ونحت الجسم في التخلص من السمنة المفرطة؟
لا تختص إجراءات النحت وعمليات الشفط بعلاج السمنة المفرطة، بل إن نجاحهما يتوقف في المقام الأول على قرب المريض من وزنه المثالي، فمن الضروري ألا يفصله عن ذلك الوزن فارقٌ كبير.
الخاتمة:
بهذا القدر من القول يبلغ مقالُ اليوم مشهده الختامي، فقد أوضحنا من خلاله الفرق بين نحت الجسم وشفط الدهون، كما عرضنا خصائص كلا الخيارين، هذا إلى جانب توضيح الفئات المرشحة للخضوع لهذه الإجراءات التجميلية للوصول إلى القوام المثالي من دون أي مضاعفات.
المصادر:
- ultracryorecovery.com: Liposuction vs Body Sculpting
- plasticsurgery.org: Who is a good candidate for body contouring?
- medlineplus.gov: Liposuction
- pharmeasy.in: Liposuction: Benefits and Risks
- plasticsurgery.org: Who is a good candidate for liposuction?
- drdanielbarrett.com: Liposuction vs. Body Sculpting